الغرفة 357
الغرفة 357
انهض يا أبا أحمد، الفرص لا تتكرّر، واللحظات الحاسمة كالرصاصة الطائشة، سدّد طلقاتك وامض، فلا فائدة من وجود تأسره أصفاد الشكّ؛ فاليقين أن نفعل ما نشاء، متى نشاء، والعاقبة للذين يطهّرون أرواحهم من لزوجة مؤجّلة، وبعض احتمالات مختمرة كأنّها الدود العقيم. انهض يا أبا أحمد وأسرج جيادك باتّجاه المساحات الواسعة عند الثغور المنفوخة بنيران كثبان متوحّشة. توحّش يا سيّد الصحراء، وعرّش عند مضارب المحتمين فوق تلال الرغبات المتصاعدة. لا تنأ، فالجزر النائية لا تلفّ لفيفها سوى الطيور المحاصرة بالخوف. الشجعان هم الذين لا يفكّرون كثيراً في اتّخاذ المواقف، حثّ خطاك باتّجاه ما تريد، وما تريده يحتاج إلى عزيمة الرجال الصناديد. ويا حيف من يتخاذل ويتكاسل ويرمي صنّارته على ساحل أشعث أغبر لا تحتمي برمله إلا القواقع المهزومة.