السكك الحديدية السرية
السكك الحديدية السرية
كورا، عبدة تعمل في مزرعة قُطن خلال الفترة التي سبقت نشوب الحرب الأهليّة الأمريكيّة في القرن الثامن عشر. يعيش العبيد وقتها حياةً جحيميّة، غير أن كورا وجدت في حياتها ما هو أشدّ صعوبة؛ فهي لم تكن منبوذة وحسب من قبل البِيض، بل وأيضًا من قِبَل إخوانها الأفريقيّين، لأن والدتها هربَت من المزرعة دون أن يتمكّن صيّادو العبيد من إعادتها، وهذا حُلم كلّ عبدٍ دون استثناء؛ ولأسبقيّة جدّتها في الوصول إلى المزرعة قادمةً في بطن سفينة عَبيد أبحرَت من القارّة السّوداء. ينضمّ إلى المزرعة سيزر، العبد الذي اصطادوه في فرجينيا، فيُعجب بكورا ويُخبرها عن أمر السّكك الحديديّة السريّة: مهارب تحت الأرض لا يُعرف من حفرها ومَن سعى إلى جلب القاطرات البدائيّة إليها، ولا يعرف البِيض الأعداء طريقًا إليها وأين تقع، فالمداخل إليها مخبّأة ومموّهة. غير أن سيزر، الذي يعرض على كورا الهرب نحو الشّمال، حيث يعيش السّود أحرارًا، يعرف شخصًا يدلّه على أحد المداخل، فتأخذ حياة كورا دربًا لم تتخيّلها. يُعالج وايتهيد في الرواية مسألة العبوديّة والظُّلم الأسود-الأسود، والخُدعة الأمريكية بشأن المساواة بين المواطنين منذ إعلان الاستقلال الأمريكي. ورغم كتابته السّرديّة المتشظّية التي تشبه اللقطات المتتابعة والتي يضطرّ معها القارئ إلى إعادة القراءة دومًا، لا الرّكض مع السّرد حتى النهاية، فإن أسلوبه هذا يترك التأثير المرجوّ منه في نفس القارئ وخياله: الحياة ليست نهرًا جاريًا سلسًا، بل هي مليئة بالسّخام والتراب والمستنقعات، وخطوات الهرب إمّا إلى المشنقة، أو الشّمس.