الكوميديا الإلهية 1/3
الكوميديا الإلهية 1/3
هذا العمل بمثابة كاتدرائية ضخمة وعمارة شاهقة، متناسقة البناء مترابطة الأجزاء، يعتمد فيها السابق واللاحق بعضه على بعض، وجعل دانتي الكوميديا الالهية تضم الإنسان والدنيا والآخرة والعالم والله في بؤرة واحدة. ووضع في إطارها العام كل المعارف والجزئيات الدقيقة المادية والمعنوية. واستمد دانتي ذلك من ثقافته الواسعة، من الميثولوجيا، وحضارة القدماء، وتراث المسيحية، ومن أوروبا وأفريقيا وآسيا، ومن الشرق والغرب، ومن ظروف الحياة التي عاشها، ومن إحساسه المرهف الذي لم يكد يحسه إنسان.فيه كتاب الجحيم دانتي يرسم صورة عن الشباب الحر الطليق المتكبر الثائر، ويصور الفطرة والغرائر الإنسانية لإشباع ميولها، ويصور الخطيئة والعذاب والمأساة والحياة الدنيا. ويمثل المطهر التجربة والنضج والفكر، والتوبة والتطهر والأمل. ويصور الفردوس الكهولة والطهارة والصفاء والحرية والخلاص والنور الإلهي. وقصة الكوميديا الالهية كلها مرآة الحياة وقصيدة الإنسانية الكبرى. وهي فن رفيع يهدف إلى تغيير الإنسان وإصلاح المجتمع. وقصد دانتي أن يجعل منها بداءةً لعصر جديد، وكأنه أراد بذلك أن يضع كتاباً مقدساً جديداً يهدي البشر إلى سواء السبيل. وبدا فيها دانتي كأنه أورفيوس جديد لعالم جديد