مِن الرَّسمِ إِلى الطباعَةِ وَحتَّى النَّحْتِ، يَأْخُذُنا الفَنانُ جَمَال عَبْد الرَّحِيم فِي حَدِيثٍ مُمتِعٍ إِلى أَسْبَارِ رِحْلَتِهِ الفَنيَّةِ التي بَدَأَتْ مُنْذ نُعُومَةِ أَظْفَارِهِ، فَقَدْ أَحَبَّ مَادَّةَ الفُنُونِ في المدرَسَةِ و انْخَرَطَ في أَعمالِ صِنَاعَةِ القَوَارِبِ و السُّفُنِ البَحرِيَّةِ و هو لَا يَزَالُ على مقاعدِ الدِّرَاسَةِ، تَأَثَّرَ الفنانُ جَمَال فِي بِدَايَةِ السَّبْعِينِيَّاتِ بِمَا دَارَ حَوْلَهُ مِنْ حَرَكَاتٍ فِكرِيَّةٍ ثَورِيَّةٍ يَسَارِيَّةٍ و أُخْرَى مُجتَمَعِيَّةٍ، مثلَ حَرَكَةِ الهبِيِّيِّنَ. (حَرَكَةٌ شَبَابِيَّةٌ اجْتِمَاعِيَّةٌ شِعَارُهَا "الحُبُّ لَا الحَرْبُ") فَقَرَّرَ أَنْ يَتْرُكَ المَدرَسَةَ فِي عُمرِ السَّادِسَةَ عَشَرة إِذْ لَمْ تَعُدْ تُحَقِّقُ لَهُ الرِّضَا و الإِشبَاعَ الفَنيَّ و الإِبدَاعِيَّ، لِيَأْخُذَ نَفْسَهُ في رِحلةٍ بِاتجَاهٍ واحِدٍ إِلى الهِند.
لماذا الهند؟
"لِأَنَّ الهندَ كَانَتْ حُلمًا بالنِّسبَةِ لِي، بَلَدًا بكْرًا، جميلًا، و مَزَارًا لِلرُّوحَانِيَّاتِ و الهبِيّيّنَ، جَمَعْتُ مَا يُعَادِلُ الْخَمْسَةَ آلَافِ دُولَارٍ فِي ذَلكَ الوقتِ وَقُلتُ لِوَالِدِي إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى الْهِنْدِ، فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَنْ أَعْطَانِي الضَّوْءَ الْأَخْضَرَ قَائِلًا إنَّ لَدَيْهِ عَشَرَة أَبْنَاء لِيُعِيلَ، فَمَضَيْتُ بِمَا جَمَعْتُ مِنْ مَالٍ لِتَحْقِيقِ حُلمِي."
بَقِيَ جَمَال عبد الرَّحيم مَا يُقَارِبُ الأَربَعَ سَنَوَاتٍ فِي الهند، فَحَصَلَ على دِبلُومٍ فِي الرَّسمِ الهَندَسِيِّ، و التَقَى العَدِيدَ مِن المُثَقَّفِينَ العَرَبِ حَيثُ تَكَوَّنَت أَفكَارُهُ و نَضَجَت، لَمْ يُمَارِسْ الرَّسمَ إِلَّا بعدَ عودته إلى البَحْرَين، إِذ بَقِيَ قُرَابَةَ العام و نصفٍ بِدُونِ عَمَلٍ، فَاعْتَكَفَ لِيُعَلِّمَ نَفسَهُ الرَّسمَ الفنيَّ (أَصبَحْتُ الأُستَاذَ و التَّلمِيذَ عَلَى نَفْسِي) كَمَا يَصِفُ تَجرِبَتَهُ، شَارَكَ فِي أَوَّلِ مَعْرِضٍ لِلْفُنُونِ فِي نَادٍ قُرب بَيْتِهِ فِي البَحرينِ لِتَنْطَلِقَ بعدَ ذلكَ شَرَارَةُ الفَتيلِ فِي عَالَمِ الفَنِّ، تُغَذِّيهِا مَقُولَةُ المُتَنَبِّي الَتي يُؤْمِنُ بِهَا الفنانُ أَلَا وَهِيَ:
إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفِ مَرُوم فَلَا تَقْنع بِمَا دُونَ النجوم
يَتَحَدَّثُ عن دِرَاسَتِهِ الذَّاتيَّةِ ويَقُولُ:
"حَاوَلْتُ أَن أُقرِّبَ بينَ العملِ الفِكريِّ و اليَدَويِّ، فوَجَدْتُ تَوَازُنًا صَحِيحًا في ذلكَ، لا أزالُ إلى هذِهِ اللَّحْظَةِ أَقُومُ بِدِرَاسَاتٍ في عَالَمِ الفَنِّ لِأَنَّ العِلمَ لَيسَ لَهُ حُدُودٌ، دَرَسْتُ تَارِيخَ الفَنّ بنَفسي في فَترَةِ الثَّمَانِينِيَّاتِ وَالتِّسعِينِيَّاتِ، إِذ لم تكن وسائل التعلُّم متاحةً بقدر ما هي عليه الآن من سهولة ، مِمَّا دَفَعَني إلى جمع النُّقودَ بَيْنَ الحينِ والآخَرِ للسَّفرِ و زيارَةِ المعارِضِ و اللَّوحَاتِ التي تُهِمُّني، ولا أزَالُ أتابعُ ذلكَ حَتَّى يَومِنا الحاضِرِ."
انتقلَ الفنانُ جمال عبدِ الرَّحيم إلى شَغَفٍ آخَرَ أَلَا و هو الطِّبَاعَةُ، إذ أَنَّ لَدَيْهِ حَالِيًّا أَكْبرَ أَتِيلِيهِ طِبَاعَة مُتَخَصصٍ في الخَلِيجِ العَربِي من حيثُ المَكابِسُ وَالأَدَوات، أَنتجَ الفَنَّانُ بِيَدِهِ ما يُقَارِبُ الخَمسَةَ وَ أَربعينَ كِتَابًا يَدَوِيًّا، منهَا كتَابُ نُورَان، وهو كتابُهُ الأَوَّلُ بِالتَّعَاوُنِ مع الكَاتبُ البحرينِي الرَّاحلِ فَرَيد رمضَان، و الْكَثِيرِ من الكتب الفنيَّةِ المُسْتَوحَاة من شُعَراءَ مثل المُتنبي، وَالحَوَاجِزِ وَغَيرِهِمْ، بِالإِضافةِ إِلى تَجرِبَتهِ الثريَّةِ معَ صَدِيقِهِ العزيزِ الشَّاعِرِ الكَبِيرِ أَدُونِيس..
أمَّا عن بِداياتِ النَّحتِ، حَدثنَا بِنَبْرَةٍ تَغْلِبُ عليها مشاعرُ التَّأَثُّرِ قائِلًا:
"عندما كُنتُ في زِيَارَةِ صَدِيقي (رَحِمَهُ اللَّه) الفَنَّانِ الكبيرِ آدَمَ حنين، لَفَتَ انتباهي عَمَلٌ مِنْ مَنْحُوتَاتِهِ عَلَى شَكْلِ بُومَةٍ،ْ أَعْجَبَتْنِي كثيرًا، فعَرَضْتُ عَلَى آدَمَ أَنْ أَشْتَرِيَهَا، َلَكِنَّهُ فَضَّلَ الِاحْتِفَاظَ بِهَا. وَمِنْ تِلْكَ اللَّحْظَة، فِي عَامِ 2006، قَرَّرتُ أنْ أَعْمَلَ في النَّحتِ على الحجرِ، أَحْبَبْتُهُ كثيرًا، لَا سِيَّمَا وَأَنَّنِي مُؤَهَّلٌ وَأُحِبُّ صِنَاعَةَ الأَشْيَاءِ مُنْذُ الصِّغَر، فأنا أَعرِفُ قُدُرَاتِ يَدِي جَيِّدًا، وَ قَد أَنجزتُ منذُ ذلِك الحينِ إِلَى الآن ما بقَارِب الأَلف و خمسمائةِ منحُوتةٍ بالحجرِ."
كيفَ تُوزع وَقتَكَ بينَ الرَّسْمِ والطِّبَاعةِ والنَّحتِ؟
"أَقُومُ بِتَوزيعِ العملِ حسبَ الموَاسِمِ، فَمَثَلًا في الشتاءِ من شَهرِ دِيسِمبر وحتَّى مارِس حَيْثُ الطَّقْسُ
مُنَاسِبٌ، أَكُونُ معَ الحجَرِ فقط، و أَمَّا في الصَّيفِ فَأقسم العَمَلَ بينَ الرَّسمِ و الطِّبَاعَةِ."
حَدِّثْنَا عن مَشاريعِكَ الحَاليَّةِ؟
"أَعمَلُ على مَشرُوعٍ يَبحَثُ في التَّصَوُّفِ الفِكْرِيِّ و علاقَتي بِالْكَونِ و اللَّامُتناهِي، اسْتَفَزَّتْنِي هذِهِ الفِكرُ أكثَرَ عِنْدما ذهبتُ إلى مِصْرَ و رأَيتُ رقْصَةَ التَّنورةِ، فَبَدَأتُ مَشرُوعًا فَنِّيًّا يَتَنَاولُ فِكرةَ الِانْتِمَاءِ، وَالِانْتِمَاءُ هُنَا أَكبرُ من حُدُودِ الوَطَنِ، هوَ انْتِمَاءٌ لِمِنْطَقَةٍ ثَريَّةٍ حَضَاريًّا و فِكرِيًّا تَمتَدُّ من الهِندِ إلى مصرَ، أُسّست فيها الأَديانَ و اللُّغَاتِ، فنحنُ نَملِكُ لُغَةً عَمِيقَةً وَ هذا الموضوعُ يَستَهوِيني جدًّا في عملي وخاصَّةً في صناعةِ الكُتُبِ إِذ أَنَّنَا نَملِكُ مَادَّةً ثَرِيَّةً جِدًّا في المِنطَقَةِ من تَارِيخٍ و حَضَارَةٍ ولُغَةٍ."
مَا هوَ وَاقِعُ الفَنِّ في العَالمِ العَربِيِّ اليومَ؟
"وجِدنا في مِنطَقَةٍ حُرِّمَ فِيها التَّشخِيصُ فَابْتَكَرَ العَرَبُ التَّجريدَ و بَدَأَهَا أَبُو تَمَّام في الشِّعْر، َعِندَما سُئِلَ أَبُو تَمَّام، (لِمَاذَا لَا تَقُولُ شَيْئًا يُفْهَمُ ؟)، رَدَّ قَائِلًا (لِمَاذَا لَا تَفْهَمُونَ مَا يُقَالُ)،من هنا، من خلال الأدب، بَدَأَ العَرَبُ بِالتَّجرِيدِ، أَمَّا الغَربُ فَأَخَذُوا هَذَا التَّجرِيدَ وَ سَوَّقُوا لَهُ، نَعِيش في العَالَمِ العَرَبِيِّ حالةِ إِربَاكٍ فَنِّيٍّ، سَوَاءٌ مِنْ حَيثُ قَاعَاتُ العَرضِ، أو تَوَفُّرُ النُّقَّادِ الفَنِيّينَ، أو جَامِعِي اللَّوحاتِ، كما أَنَّ مُشَارَكَاتِ العربِ في التَّجَمُّعَاتِ الفَنِّيَّةِ التَّشكِيلِيَّةِ العَالَمِيَّةِ ضئِيلَةٌ، عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ لا الحَصْرِ تَجَمُّعُ (آرْتْ بَازل) الَذي يُشَارِكُ بِهِ قُرَابَةُ الخمسمائة جالِيرِي، من مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ العَالَمِ، تَجِدُ مُشَارَكَةَ العَرَبِ فيها ضَئِيلَةً جدًّا أو معدومة."
يُضِيفُ الفَنَّانُ جمال في وَصْفِ الحَرَكَةِ التَّشكيليَّةِ العَالَمِيَّةِ:
"إِنَّ قُوَّةَ الحَرَكَةِ التَّشكِيليَّةِ في العَالَمِ مُرتَبِطَةٌ بِقُوَّةِ الحَرَكَةِ النَّقدِيَّةِ من الشُّعَرَاءِ وَالمُثَقَّفِينَ الذينَ يُراقبون و ينقُدون أعَماَلَ الفَنَّانِينَ فِي عَصْرِهِمْ، مِثْلَ أَعْمَالِ مَاتِيس، و دالي، و بيكاسو، هذا مَا نَفْتَقِده ُاليوم إِذْ يَكَادُ الْمَشهَد يَكُونُ غَائِبًا، إِنَّ الحَرَكَةَ التَّشكيليَّةَ العالميَّةَ تَمُرُّ بِأَزمَةٍ بَعْدَ الحَربِ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَة، حيثُ لَعِبَتْ بعضُ الجِهاتِ المتنفذة في إِزَاحَةِ الموهِبَةِ الفَنِّيَّةِ وتحويلِ الفَنِّ إلى تِجَارَةٍ تَفْتَقِرُ إلى المُحْتَوى وَالمهارةِ."
حدثنا عَن مَعْرضِك في مركَزِ كُتُبِنَا الثَّقَافِيِّ (مَا وَرَاءَ النُّجُومِ) مَاذَا يُوجَدُ حَقًّا وَرَاءَ هَذِهِ النُّجُومِ؟
"يَقُولُ المُفَكِّرُ كَارل مَاركس أَنَّ حَرَكَةَ الواقِعِ هي أَساسُ الفكر، كُلُّ هذهِ النُّجُومِ جُزءٌ من حياتِي، لَقَدْ تَرَعْرَعْتُ في بَيْتِ أَبٍ قَوْمِيٍّ، و كُنَّا نَسْتَمِعُ إِلَى أُمِّ كُلْثُوم بِالإِكرَاهِ لِأَنَّنَا كُنَّا أَطْفَالًا وَلَمْ نَكُنْ نُدْرِكُ جَمَالَ أَغَانِيهَا، أَمَّا الآنَ وَقَدْ كَبِرْتُ فَأَنَا أَعْشَقُ أُمَّ كُلْثُومٍ، و هَذِهِ كُلُّهَا رَوَاسِبُ الطُّفُولَةِ، كَمَا أَنِّي مُتَابِعٌ جَيِّدٌ لِلسِّينِمَا، فَعَلَى سَبِيلِ المِثَالِ مَارلِينْ مُونرو، هَذِهِ المَرأَةُ الجَمِيلَةُ اسْتَغَلَّتهَا الرَّأْسِمَالِيَّةُ فكَانَتْ ضحيتها، هَؤُلَاءِ الفَنَّانِونَ لَهُم ذِكرَى مُهِمَّةٌ لَدَيَّ، هُم لَا يُمَثِّلُونِي شَخْصِيًّا وَلَكِنَّهُمْ ضِمنَ لُعْبَةِ جمال عبد الرَّحيم، فَأَنَا لا أُؤيد فكرة أَنْ يَكُونَ لِلْفَنَّانِ أُسْلُوبٌ مُتَخَصِّصٌ، أحِبُّ أَنْ أَعملَ في الواقعيَّةِ تَارَةً وَالتَّجريدِ تَارَةً أُخرى، و ذلِكَ ضِمْنَ قَوَاعِدِ اللعبةِ الَّتِي تُدْعَمُ بِالرَّسمِ الجَيِّدِ و َالتَّلوِينِ البارِع."
ما الذِي يَدْفَعُكَ إِلَى تَكْرَارِ مَوْضُوعٍ فِي الرَّسمِ، (أُمُّ كُلْثُومٍ) عَلَى سَبِيلِ المِثَالِ؟
"رَسَمْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ فِي أَكْثَرَ مِن مِئَةِ عَمَلٍ فَنِّيٍّ، أَعملُ عَلَيهَا كحالةِ لَوْنٍ، كَقِطعَةٍ فَنِيَّةٍ خاضعةٍ لِتَكوين لَونِي وَلَيسَ مَوضُوعًا بِحَدِّ ذَاتِهِ، فَمَوضُوعُهَا ثَابِتٌ بِالنِّسْبَةِ لِي، و قَد قُمتُ بِطِبَاعَةِ كِتَابٍ كَامِلٍ يَدَوِيًّا بعنوان (كِتَابُ الأَغَانِي) حَيثُ أنَّ كُلَّ لَوْحَةٍ فيه تُمَثِّلُ أُغنِيَةً لِأُمِّ كُلْثُومٍ."
بَيْنَ الرَّسْمِ والطِّبَاعَةِ والنَّحْتِ، مَا الَّذِي تُفَضِّلُهُ أَكْثَرَ؟
"أُحِبُّهُمْ جَمِيعًا بِنَفسِ الدَّرَجَةِ، هُمْ مِثلُ أَطفَالِي، و عِندَمَا يُقْتَنَى شيء مِنْ أَعْمَالِي أَشْعُرُ أَنَّ قِطْعَةً مِنِّي قَدْ رَحَلَتْ."
مَا الَّذِي يُلْهِمُ الْفَنَّانَ جمال عبدِ الرَّحِيمِ؟
"أَعظَمُ فَنَّانٍ عَلَى الأَرضِ هُوَ الإِنسانُ، الشَّخصُ البسيطُ المَوجُودُ فِي الشَّارِعِ، هُوَ الذي يعَلِّمُنِي كُلَّ يَوْمٍ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً و جَدِيدَةً، الكُتُبِ تلهمني، كَمَا أَنَّ الأَحدَاثَ الأَخِيرَةَ فِي غَزَّةَ أَعَادَتْ إِلَيَّ طَاقَةً ومَفَاهِيمَ كَثِيرَةً وَجَبَ تَبَنِّيهَا، نَحْنُ نَتَعَلَّمُ كُلَّ يَومٍ فكُلَّمَا زَادَنِي العِلمُ مَعرِفَةً اكتَشَفتُ مَدَى جَهلِي."
لدِيكَ مِن الأَبْنَاءِ ثَلَاثَةٌ، كَيْفَ تَرَى تَأْثِيرَكَ كوالد َفَنَّانٍ عَلَيْهِمْ وَعَلَى تَربِيَتِهِم؟
"جَمِيعُ أَطفَالِي يَرسُمُونَ وَيُحِبُّونَ الفَنَّ، أُحِبُّ أَن أَصحَبَهُم إِلَى المَعَارِضِ وَ المَتَاحِفِ وَكَذَلِكَ إِلَى الأُوبِرَا وَالمَسْرَحِ، أُغَذِّي ذَوْقَهُمْ الفَنِّيَّ وَالفِكْرِيَّ، فَإِنْ أَرَدْتُ أَنْ أُعَاقِبَ أَحَدَهُمْ بسبب مشاكسته،أَجعَلَهُ يَقْرَأُ كِتَابًا عَن تَارِيخِ الفَنِّ، حتَّى أَصْبَحُوا مُلِمِّينَ بِالعَدِيدِ مِنْ الفَنَّانِينَ، أُتَابِعُ أَطفَالِي كَثِيرًا، َإِنْ أَرَادُوا مِنِّي شَيْئًا أَطلُبُ مِنهُمْ أَنْ يَرسُمُوهُ، نَزُورُ الدُّوَلَ الْعَرَبِيَّةَ و أَشْرَحُ لَهُمْ بِالتَّفْصِيلِ عَنْ التَّارِيخِ، أُؤْمِنُ أَنَّ العِلمَ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقشِ فِي الحَجَرِ، أَتَمَنَّى أَنْ يَختار أَبنَائِي المَجَالَ الذي يُحِبُّونَه في الحياةُ، سَوَاءٌ كَانَ فَنِّيًّا، فِكرِيًّا وَفَلْسَفِيًّا، أَو حَتَّى عِلمِيًّا."
نورا القضاة