كيف تمارس الحياة عندما يكون العالم في حرب؟
أعرف أنك تبعد عن الحرب
أنت لست جزءا منها
ماذا يعنيك أنت بحرب؟
حياتك كما هي
ربما لم تعد تذهب إلى نفس المقهى
لكنك تذهب إلى عملك كل يوم
أتعجب أحيانًا أن الحروب والأوقات الصعبة تصنع من الأناس العاديون أبطالًا
عبد الرحمن مثلًا إنسان عادي، لا يملك سوى هاتفًا وحس فكاهة
لم يكن في مخططه أن يكون وطنه هو المزحة! ووطني ووطنك
لم يكن في مخططه أن يخلق الكوميديا الأكثر سوادًا في العالم
أحمد يستيقظ باكرًا ليقف في طابور الخبز والماء
ليس بطلا هو فقط يضع قوت يومه على الطاولة
لكنه عاد ذلك اليوم حاملا قوت يومه فلم يجد طاولة ليضع عليها الطعام، ولا أحد ليشاركه إياه
يوسف ما خصه بالبطولة إنه طفل
البطولة الوحيدة التي يمكن أن يجنيها هو أن يصير الأول على فصله
أم يوسف
البطولة التي كانت يجب أن تجنيها هي أن تطبخ قلاية بندورة ليوسف لتسكن جوعه
لم ترد أن تكون مستقلة أو تحقق ذاتها، اكتفت ببطولتها في المطبخ
لكن العالم اختار لها دورًا اخرًا
أعدت ليوسف الطعام لكنه لم يتسنى له تناوله
في بلادي نقول لا أحد ينام بدون عشاء
في البلاد المجاورة مات يوسف بدون عشاء.. مات يوسف جائعًا
وبقيت أم يوسف بلا يوسف ولا بيت
فقط بقلاية بندورة لن تسكن جوع أحد
ورد مثلا صغيرة جدا على البطولة
كيف يطلب منك العالم أن تكون بطلا قبل أن تتعلم المشي؟
عام 1967 كسب مريد البرغوثي شهادة من جامعة القاهرة، وخسر وطنه
يقول في هذا الشأن
"نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي"
كيف تلتفت بعيدا فتتفلت منك الأشياء؟
وأنت.. كيف تصير بطلًا وأنت متدثر تحت الفراش؟
هل هي تلك الكلمات التي تكتبها على منصة تتكسب من ورائك وأنت تتابع ببلاهة كل ما يظهر عليها لتقتل طفلًا آخرًا؟
أخبرني أنت كم طفلًا قتلت؟
لا تعرف
أنا أيضا لا أعرف
فقط أعرف أنني قتلت طفلًا أو اثنين.. ربما أكثر
ربما عدد أكواب القهوة التي احتسيت على مدار الأعوام
المياه الغازية التي لا تستطيع أن تلتهم طعامك بدونها
أو عدد المنتجات التي خجلت من اقتنائها لأنها ليست عالمية
بوريو؟
اوه اشتريته لأنه أرخص؟
طعمه مختلف تماما، هناك أشياء لا يجب أن تبخل فيها
أوريو يا صديقي لا غني لك عنه طعم الدم حقيقي فيه أقصد طعم الشوكولا
ندى بدران