Skip to product information
1 of 1

Kutubna Cultural Center

شاهد من إشبيليا

شاهد من إشبيليا


في روايتها "شاهد من إشبيلية" تبحث الكاتبة الإماراتية منى التميمي عن شواهد ‏التاريخ في الجغرافيا. فمن ربوع إشبيلية إلى ديار مكة تروي لنا (حكاية مالك بن ‏غدير الإشبيلي وصاحبه نجم الدين) حكاية، تنجدل بأصواتٍ من هنا وهناك تخبرنا ‏عن أرض الأجداد.
حكاية، هي أعمق ما كُتب عن تاريخ الأندلس وحضارة العرب في ‏السرد العربي المعاصر. ‏ وفي الرواية يُكلف "مالك" القيام برحلة من إشبيلية إلى مكة بعد أن أرسله والده ‏إلى عمته في أرض الحجاز، لمراعاتها بعد وفاة زوجها، الذي مات تاركاً لها بستاناً ‏وضِياعاً وأملاكاً، وبعد أن يثبت الأمر سوف يعود وصاحبه الذي رافقه "نجم الدين" ‏إلى إشبيلية ومنها إلى قرطبة قاصداً حلمه بالعمل في سوق الوراقين فقراءة الأدب ‏والشعر والتاريخ هي عشقه الذي لا يتخلى عنه. وعندما يحين موعد العودة يبدأ ‏مالك وصحبه رحلة من نوع آخر براً عبر الصحاري والقفار القاحلة، وبحراً عبر ‏السفن؛ وصولاً إلى إشبيلية إلاّ أن الأمر الذي لم يتوقعه الراحلون أنهم سيدخلون في ‏أرضٌ مُلغّزة!!‏ ويبقى الكلام عن "شاهد من إشبيلية" ناقصاً، ما لم نتوقف مليًّا عن تلك اللغة ‏الروائية الأدبية الأنيقة العالية، المتميزة والمتفردة، بصوغها الشكلي، كما بدلالاتها ‏التصويرية التي تجمع بين سمتي الواقعية السحرية والسمة الخيالية، وبهذه اللغة ‏والتقنيات والخطاب قدّمت منى التميمي أثراً روائياً ماتعاً، استوحت مادته الأوّلية من ‏التاريخ، وأعادت صياغته بفنية الروائية الخبيرة.‏
View full details